الثلاثاء، 24 فبراير 2015

عصابات سرقة بصفة أمنية في حي ركن الدين بدمشق



شهد حي ركن الدين في العاصمة دمشق خلال الأسابيع الماضية ظهور “عصابات سرقة” يعمد أفرادها خلال ساعات الليل إلى اقتحام المنازل السكنية بحجة “مداهمة المنزل” على أنهم “دورية أمن”، ومن ثم يقومون بسرقة محتويات المنزل الثمينة، كالنقود والذهب والهواتف النقالة وغيرها.

أفراد هذه المجموعات، والذين لا يتجاوز عددهم الخمسة ضمن كل مجموعة، يحملون في الغالب بطاقات أمنية تخولهم التجول ليلاً بزي عسكري، ملثمي الوجه، مع سلاحهم الكامل، إذ أن الحي يقع في منطقة تسيطر عليها قوات النظام بشكل كامل وتنتشر فيها عشرات الحواجز، كما تمنحهم هذه البطاقات “سلطة الأمن” في حال اعترض أحد الأهالي على دخولهم، مما قد يعرض صاحب المنزل إلى الضرب والإهانة، وربما الاعتقال.

الهجمات على المنازل تتخذ في الغالب طابعاً عشوائياً، حيث تم تسجيل سرقة عدة منازل أصحابها من ذوي الدخل المحدود، واقتصرت المسروقات على الهواتف النقالة، أي أن أهداف هذه المجموعات غير مدروسة من حيث الوضع المادي لساكن المنزل.

الناشط الإعلامي خليل ملا، نقل عن أحد الذين تعرضوا للسرقة بهذه الطريقة في منطقة الكيكية بالحي، طالباً عدم الكشف عن اسمه حفاظاً على سلامته، أنه في الأول من شهر شباط الحالي دخل ثلاثة ملثمين ادّعوا أنهم من الأمن، طرقوا بابه حوالي الساعة الثالثة فجراً، موضحاً أن طريقة الطرق على الباب تختلف عن طريقة الأمن التي تتصف بالعنف والقوة، وفور دخولهم أبلغوا صاحب المنزل أن لديهم معلومات عن “إخفاء أسلحة” في المنزل، وطلبوا من جميع أفراد العائلة الخروج من غرفهم والجلوس على ركبهم في مواجهة الحائط، وخلال دقائق قليلة قاموا بالعبث بمعظم الأثاث دون أن يجدوا شيئاً سوى هاتفين ذكيين فأخذوهما وخرجوا.

في الصباح التالي توجّه صاحب المنزل إلى قسم شرطة ركن الدين بصحبة بعض أفراد الحي بينهم شخصيات معروفة “محسوبة على النظام،” وشرحوا لرئيس القسم، وهو برتبة عميد، بشكل مفصل هذه الظاهرة التي تكرر حدوثها في الحي، ووفقاً للمصدر فإن العميد قد أكد لهم أن هؤلاء “عناصر منظمة من ذوي النفوس الضعيفة يستغلون صفتهم الأمنية لسرقة الأهالي” مشيراً إلى أنهم من أبناء الحي الذين انضموا إلى الأمن والدفاع الوطني، واعداً إياهم بمتابعة الموضوع.

في هذا السياق نوّه ملا إلى أنه هناك تخوّف في الحي من أن هذه التصرفات قد تأتي في سياق الدفع بسكان الحي لمطالبة النظام بحماية الحي ليلاً، وهو ما قد يعني قيام النظام بتشكيل “لجان شعبية” و”دفاع وطني” لهذا الغرض مؤلفة من بعض “المجرمين السابقين” وذوي الصيت السيء، وهو الخيار “الأسوأ” بالنسبة لهم.

من جانبهم قدّم بعض الناشطين رسائل إلى خطباء الجوامع في الحي لحثّهم على أن يقوموا، خلال خطبة صلاة الجمعة، بطمأنة الأهالي بأن هذه الظاهرة مؤقتة، على أن يتخذوا الحيطة ليلاً ويحكموا إغلاق أبواب منازلهم ليلاً.

** نشر هذا التقرير على موقع الحل السوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق